كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
وعد أبو ظاهر مزارعة وربة منزل فلسطينية من قرية (تجمع بدوي) بيرين شرقي محافظة الخليل، تبلغ من العمر ٢٧ عاماً ولديها عائلة مكونة من خمسة أفراد.
تمتلك وعد وعائلتها أرضاً مساحتها دونمين في القرية، حيث قام المستوطنون ببناء مستعمرة (مستوطنة) معالي حيفر بالقرب منها، وتبعد عن ارضها حوالي الكيلومتر. تعاني وعد وعائلتها، أسوة ببقية أفراد القرية، من اعتداءات المستوطنين المستمرة، المتمثلة بهدم البيوت ومصادرة الأراضي ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم واستصلاحها، وتدمير شبكات الري والمياه والكهرباء بالقرية.
لذا قامت حملة شجرة الزيتون بمساندة وعد وعائلتها ﺑ ٥٠ شجرة زيتون، بتبرع من نشطاء دوليين، لمساعدتهم على حماية ارضهم وإبقاء الأمل حياً لديهم.