كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
عيسى محمد عياد مزارع فلسطيني يبلغ من العمر 63 عاماً، ولديه عائلة من 20 شخصاً (ما بين أبناء وأحفاد)، ويمتلك أرضاً مساحتها 20 دونماً في منطقة زعفران بقرية الشيوخ، شمال محافظة الخليل. وقد أقيمت مُستعمرة “أسفر” على بعد 800 متراً من أرض عيسى، حيث يكافح هو وعائلته في الحفاظ عليها من جراء اعتداءات المستوطنين.
في عام 2020، بينما كانت أرض عيسى مزروعة بالقمح والشعير، قام المستوطنون بمهاجمتها بخرافهم ودمروا كامل المحصول. وفي عام 2021، قاموا بتدمير واقتلاع 30 شجرة زيتون من أرضه.
في شباط من عام 2022، قامت حملة شجرة الزيتون بمساندة عيسى وعائلته بزراعة 50 شجرة زيتون، تم التبرع بها من متضامنين أجانب، لمساعدتهم على الحفاظ على أرضهم وأبقاء الأمل بستقبل أفضل.