كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
محمود حميدات مزارع فلسطيني يبلغ من العمر 69 عاما، ولديه اسرته المكونة من 30 فرداً بمن فيهم ابناءه وبناته واحفاده. وهو أسير سابق لدى قوات الأحتلال، امضى فترة في في السجون الاسرائيلية، فقد خلالها جزءً من بصره.
يمتلك محمود 12 دونما من الأرض في منطقة السلقة بقرية صوريف غرب محافظة الخليل. حيث اقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي جدار الفصل العنصري على جزء منها، وتمنعه وعائلته من اقامة أي بناء او مشروع زراعي داخل أرضه.
في آذار من ان 2020، قدمت حملة شجرة الزيتون في برناج المناصرة المشترك 50 شجرة زيتون، تم التبرع بها من نشطاء ومؤسسات داعمة حول العالم، تمت زراعتها في أرض محمود لمساندته وعائلته في حمايتها وتعزيز صمودهم فيها.