كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
عدنان صلاح مزارع من قرية الخضر، عمره ٦۷ عاماً وعائلته مكونة من ثمانية أفراد. يمتلك عدنان ۱٤ دونماً في الأراضي الزراعية في القرية، في المنطقة المقام عليها تجمع مستوطنات ما يُعرف ﺑ "غوش عتصيون" جنوبي منطقة بيت لحم.
في عام ۱۹۷٦ صادرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ستة دونمات من أرضه لأهداف عسكرية، وبعدها تم بناء جزء من مستوطنة "إفراتا" - ضمن تجمع "غوش عتصيون" - على ارضه، تاركين له أقل من ثمانية دونمات. يقوم عدنان بزراعة ارضه سنويا بالأشجار، بينما يقوم المستوطنين باقتلاع تلك الأشجار.
في شباط من عام ۲۰۱۷، قامت حملة شجرة الزيتون بمساندة عدنان وعائلته بزراعة ٨۰ شجرة زيتون في ارضه المهددة بالمصادرة. وفي اليوم التالي من زراعتها قام جيش الاحتلال باقتلاع أشجار الحملة بهدف عمل حفريات بأرضه لتمديد قنوات مياه للمستوطنين!