كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
رزق صلاح مزارع يبلغ من العمر ٥٥ عاماً يعيل أسرة مكونة من ۷ أفراد ويملك ارضاً زراعيةً مساحتها ٨ دونمات في أراضي قرية الخضر التابعة لمحافظة بيت لحم.
وبدأ صراع رزق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام ۱۹۹۳، عندما قامت باعتقاله 'لأسباب أمنية' بحسب ادعائهم، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد، ليخرج عام ۲۰۱۳ بصفقة تبادل الأسرى.
وقد تم بناء مستعمرة 'اليعازر' على بعد أقل من نصف كيلومتر من أرض رزق، كما استولى المستوطنون على دونمين منها ويقومون بمنعه من الوصول اليها في كثير من الأحيان. كما صنفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أرضه كأراضٍ 'حكومية إسرائيلية'، في محاولة ومخطط للاستيلاء عليها بالكامل.
لذلك قامت حملة شجرة الزيتون في شهر شباط من عام ۲۰۱٨ بمساندة رزق وعائلته ﺑ ۷٥ شتلة زيتون برعاية دولية، والتي تم زراعتها في أرضهم المهددة، وذلك دعماً لصمودهم ومساندتهم في الحفاظ عليها.