كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
ناصر الأزرق ٤۷ عاما موظف قطاع حكومي بالإضافة إلى عمله بالزراعة. وهو رب لأسرة مكونة من ستة أفراد ويعيش في بلدة الدوحة قضاء بيت لحم.
يمتلك ناصر قطعة أرض مساحتها ثمانية دونمات في منطقة كريمزان في بيت جالا التابعة لمحافظة بيت لحم.
لقد تم إقامة مستعمرة "جيلو" على بعد حوالي ٥۰۰ متر من أرضه بحيث تهددها دائماً بالمصادرة والضم والتمدد الاستعماري، وبالأخص مع استئناف إقامة جدار الفصل العنصري في تلك المنطقة حديثا.
في شباط من عام ۲۰۱٦ قامت حملة شجرة الزيتون بدعم ناصر وعائلته بزراعة ٨۰ شجرة زيتون، تم التبرع بها من أفراد ومنظمات حول العالم.
وفي نفس اليوم قام المستوطنين باقتلاع الأشتال ورميها خارج الأرض بحجة أنها أراضي دولة تابعة لدولة إسرائيل حيث يخططون لإقامة حديقة وطنية للمستوطنين عليها وعلى الأراضي المجاورة لها.