كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
إنعام أبو لطيفة، ٤٤ عاماً، تعيش مع أسرة مكونة من تسعة أفراد، وهي فلاحة ومعلمة رياض أطفال، لديها أرض مساحتها خمسة دونمات. حيث أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزا عسكريا، كما وشارعاً التفافياً للمستوطنين، بالقرب منها الأمر الذي يهدد الأرض بالمصادرة.
وتعاني إنعام من جراء اعتداءات المستوطنين على ارضها، حيث قاموا في عام ۲۰۰٥ بمهاجمة الأرض واقتلاع أشجار الزيتون التي كانت مزروعة فيها. لكن إنعام لم تستسلم وقامت بزراعتها مرة أخرى، إلا أن المستوطنين قاموا بمهاجمة الأرض مرة ثانية واقتلعوا الأشجار منها عام ۲۰۰٨.
وفي شباط من عام ۲۰۱۷، قامت حملة شجرة الزيتون بمساندة إنعام وعائلتها وزراعة ٨۰ شجرة زيتون في ارضها، من أجل مساعدتها وعائلتها على الحفاظ على أرضهم من المصادرة وإبقاء أملهم بمستقبل افضل حياً.