كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
السيدة نوال عثمان مزارعة وربة منزل تبلغ من العمر 50 عاماً، ولديها اسرة مكونة من تسعة افراد. تمتلك نوال أرضاً رزاعية بمساحة ستة دونمات في قرية واد رحّال، وتسعة دونمات آخرين في قرية الخضر جنوب محافظة بيت لحم.
قام الاحتلال الاسرائيلي بإقامة مستعمرتي "افرات" و "سيدي بوعز" بالقرب من أرض نوال، بالاضافة إلى ما أسماه "شارع عسكري أمني" للمستوطنين على جزء من أرضها. وفي عام 2005، قامت نوال بزراعة 350 شجرة زيتون بأرضها، إلا انه في اليوم التالي قامت مجموعة من المستوطنين باقتلاعها جميعا ومنعت نوال وعائلتها من اعادة حراثة الأرض أو الدخول اليها.
في شباط من عام 2020، قامت حملة شجرة الزيتون في برنامج المناصرة المشترك بمساندة نوال وعائلتها وقدمت لها 50 شجرة زيتون، تم التبرع بها من نشطاء ومؤسسات داعمة دولية، لمساعدتهم على حماية أرضهم وصمودهم فيها.