كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
منور دوابشة، مزارع فلسطيني يبلغ من العمر 40 عاما، لديه عائلة مكونة من 8 أفراد ويمتلك أرضاً زراعيةً في قرية دوما، قضاء نابلس. حيث يعتمد على الزراعة وأشجار الزيتون لإعالة أسرته.
كمزارع فلسطيني، يدرك منور الدور الكبير الذي تلعبه الأرض وأشجار الزيتون في حياة مجتمعه، لأنها ليست فقط مصدر دخل ولكنها تشكل أيضا جانباً هاماً من هويتهم الثقافية والاجتماعية. في عام 2022، تعرضت أرض منور للهجوم من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين اقتلعوا 65 شجرة زيتون منها، مما تسبب في أضرار جسيمة له ولأرضه.
لذلك تمت دعم منور وعائلته بـ 150 شجرة زيتون، عن طريق حملة شجرة الزيتون، من أجل مساعدته على مواصلة زراعة أرضه والثبات فيها، الأمر الذي يقدره منور بشدة. على الرغم من التحديات التي يواجهها منور إلا أنه لا يزال يحافظ على أرضه وهويته.