كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
ياسين دعدوع مزارع من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، عمره ٥٤ عاماً، ويملك ٥٤ دونم أرض، يعتمد في معيشته على بيع محصولها. على أثر التوسع الاستيطاني المجاور، لم يعد ياسين قادراً على الوصول إلى أرضه، حيث تحيط بها اليوم مستعمرتين كبيرتين هما 'اليعازر' 'وألون شيفوت'، ويقوم مستوطنيها بمضايقته والاعتداء عليه وعلى أرضه، ويقتلعون أشجاره ومحاصيله. قامت حملة شجرة الزيتون خلال الأعوام الثلاثة الماضية بدعم صمود وبقاء ياسين وعائلته في أرضهم، وساعدتهم بزراعة ١۳۰۰ شجرة زيتون فيها.
في نيسان من عام ۲۰١٤، قام المستوطنون باقتلاع ١۰۰ شجرة زيتون من أرضه، في حين أصدرت السلطات الإسرائيلية أمراَ عسكراً وقامت بهدم بئر المياه فيها. هذا وقد وضع الجيش الإسرائيلي علامات على جزء من أرضه في إشارة لمصادرة ١۰ دونمات منها لتصبح أرضاً لدولة إسرائيل! وعند السؤال عن الأمر، أبلغوه بأنها ستستخدم كمنطقة أمنية للمستعمرة، ولن يكون بمقدوره الدخول اليها! لا يزال ياسين يمتلك معظم أرضه، ولكن عليه التواجد فيها بشكل يومي لحمايتها من المصادرة. في برنامج زراعة الزيتون بشهر شباط ۲۰١٤، قام ٥٥ ناشطاً أجنبياً بالتواجد معه لحماية ارضه وتم زراعة ٥۰۰ شجرة زيتون فيها.