كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
كلثوم موسى (أم أنس)، مزارعة تبلغ من العمر ٤١ عاماً من قرية الخضر، متزوجة ولديها ٦ أطفال. تملك كلثوم أرضاً بمساحة ١۰ دونمات ببلدة الخضر، حيث كانت تزرعها بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة قبل بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي. بعد بنائه لم يتبقى لها ولعائلتها سوى ٦ دونمات من هذه الأرض. ولم تنتهي قصة معاناة كلثوم عند هذا الحد. ففي عام ۲۰۰٤ صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلية ما تبقى من تلك الأرض وقاموا ببناء قاعدة عسكرية مع برج مراقبة عليها، من أجل رصد تحركات الفلسطينيين في بلدة الخضر. وقد تسبب بناء تلك القاعدة العسكرية بأضرار كبيرة في الأرض، حيث تم تدمير جميع الأشجار، وتم منع العائلة من الوصول إلى أرضها.
وفي عام ۲۰١۲ أخلى جيش الاحتلال الأرض، وأصبحت العائلة قادرة على الوصول اليها، حيث بدأت كلثوم مع عائلتها باستصلاحها وزراعتها. وفي شباط من عام ۲۰١٤، قامت حملة شجرة الزيتون بدعم صمودهم في أرضهم عن طريق زراعة ۲٥۰ شجرة زيتون فيها، حيث شارك بزراعتها ۲۰ طالبا نرويجياً وفلسطينياً معا من أجل مساندة كلثوم وعائلتها.