كان معظم الفلسطينيين منذ القدم مزارعين، حيث اعتمد حوالي ٧٥٪ من الفلسطينيين في دخلهم على الزراعة قبل النكبة الفلسطينية والنزوح عام ١٩٤٨. وكشجرة الزيتون، هكذا المزارع الفلسطيني مغروسة جذوره في تراب أرضه التي ينتمي إليها، حيث تمثل الأرض مصدر الهوية الاجتماعية، العزة والكرامة.
وقد عملت إسرائيل باستخدام قانون الغائب، الذي يعود لعام ١٩٥٠، على سلب ملكية الأراضي لرعاية الدولة العبرية. وبالإضافة إلى سلب أرض اللاجئين الفلسطينيين، قامت السلطات الإسرائيلية بسلب أراضي مواطنو إسرائيل الفلسطينيين، والذين تم تصنيفهم أيضاً حسب ذلك القانون "بالغائبين".
عائشة هي مزارعة تبلغ من العمر 67 عاما، ولديها عائلة مكونة من 8 أفراد، وتمتلك أرضاً زراعيةً مساحتها 10 دونمات بمنطقة الرفاعية في بلدة يطا بمحافظة الخليل.
عائشة هي ربة منزل تعتني بأسرتها كم تعتني بأرضها. وقد أقام المستوطنون مستعمرة "كرمائيل" على مسافة 3 كيلومترات من أرضها، بينما تم تشييد الطريق الالتفافي للمستوطينين والذي يبعد حوالي 500 متراً عن أرضها.
تقول عائشة: "كامرأة فلسطينية، أهتم كثيراً بالأرض وزراعة أشجار الزيتون، حيث يساعدنا ذلك في الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية لعائلتي. بفضل حملة شجرة الزيتون، تلقيت 200 شجرة، وأنا ممتنة جدًا لذلك. إن زراعة هذه الأشجار لها معنى كبير بالنسبة لي، لأنها تعزز علاقتنا بأرضنا وتمكننا من الصمود في وجه الاعتداءات المستمرة للمستوطنين الإسرائيليين. أشجار الزيتون تُعتبر وسيلة لحماية أرضنا ومنع مصادرتها".